الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية «الرقاب من التحرير الى التعمير» لمحمد العربي الزريبي: صفحات فارقة من تاريخ مدينة الرقاب

نشر في  31 أوت 2016  (11:44)

تحت عنوان «الرقاب من التحرير الى التعمير» ألف المربي والنقابي محمد العربي الزريبي كتابا رصد فيه أهم الأحداث التي عرفتها مدينة الرقاب خلال القرن العشرين وسلط الضوء بالخصوص على المحطات التاريخية الفارقة لهذه المدينة.. وقد قسم الكاتب مؤلفه إلى 4 أبواب:
ـ تقديم الرقاب وخصائصه التاريخية والجغرافية
ـ دور الرقاب في الحركة الوطنية
ـ التحوّلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية
ـ دور الرّقاب في ثورة الحرية والكرامة
ويجد القارئ في هذا الكتاب القيّم الذي صدر عن دار القلم للنشر والتوزيع في 281 صفحة معلومات دقيقة عن النسيج الاجتماعي لهذه المدينة التي انخرطت منذ البواكير في حركة التحرر من الاستعمار.. وسنرصد في هذا المقال ملخصا للمحطات الفارقة التي عرفتها الجهة ونترك للقارئ حرية الإطلاع على التفاصيل الواردة في الكتاب الذي يمثل في نظرنا وثيقة هامة تستحضر بالأسماء والأماكن والتواريخ قصة رقعة من الأراضي التونسية ألا وهي الرقاب مع الإشارة الى نبرة الخيبة التي جاءت في خاتمة الكتاب والتي اعتبر فيها محمد العربي الزريبي أنّ التاريخ أعيد من جديد بنسيان الثوار والجرحى وعائلات الشهداء بضياع حقوق أبنائهم وبقاء آلاف الشبان عاطلين عن العمل إثر ثورة الحرية والكرامة..
ومن المحطات التي سنتوقف عندها:
ـ معركة جبل قبرار التي اندلعت في غرة أكتوبر 1954 واشتبكت فيها فرقة محمد العكرمي أمهاني (شهر بشلولة) مع الجيش الفرنسي وأسفرت عن سقوط 6 شهداء.
 ـ معركة قولاب بتاريخ 19 أكتوبر 1954 التي استشهد فيها 6 من أبناء الرقاب على يد جيش المستعمر في مذبحة رهيبة.
ـ أزمة 1985 إثر انسداد آفاق الحوار بين الحكومة واتحاد الشغل والتي شنّ فيها نقابيو الرقاب إضرابا احتجاجا على اغتصاب مقر اتحاد الشغل بعد أن سدّ البوليس كلّ المنافذ المؤدية إليه.
ـ انتفاضة رمضان 2010 بعد وفاة الشاب محمد جلالي (أستاذ تربية تشكيلية) في حادث مرور تسبب فيه سائق شاحنة لتهريب البنزين مما أدى الى ارتفاع الأصوات المعبرة عن الغضب والاحتقان.
ـ الأحد 9 جانفي 2011 وسقوط أول شهداء الثورة: اشتدت المواجهات بين المواطنين وقوات الأمن واسفرت عن سقوط أول شهيد وهو الشاب عبد الرؤوف بوكدوس ثمّ الشهيد الثاني محمد جابلي أمّا الشهيدة الثالثة فكانت أول امرأة تسقط في الثورة وهي منال بوعلاقي وغيرهم من الشهداء في أحداث مريعة عرفتها الجهة.
ومن النقاط الهامة أيضا التي أوردها محمد العربي الزريبي في كتاب «الرقاب من التحرير الى التعمير» والتي لا يمكن ان نغفل عنها نص العريضة التي تمت صياغتها في أكتوبر 2010 والتي تضمنت المئات من الإمضاءات وأشارت هذه العريضة التي تمّ توجيهها الى أعضاء المجلس الجهوي ووالي سيدي بوزيد إلى النقائص ومواطن الخلل في شتى المجالات كالفلاحة والصحة والتشغيل والخدمات، وهي مطالب أساسية مازالت إلى يومنا هذا مطروحة على طاولة النقاش حتى تلقى الرقاب ومتساكنوها شيئا من العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة.

مونوغرافيا تاريخية للرقاب

ذكر المؤرخ عميرة علية الصغير في مقدمة الكتاب أنّ المؤلف زاوج في هذه المونوغرافيا التاريخية للرقاب بين الشهادة الخاصة لابن الجهة ولفاعل من فاعليها كمعلم ونقابي وناشط سياسي وبين الوثيقة الرسمية وحتى الخاصة ونجح في تقديم صورة دقيقة وحميمية أحيانا عن سكان هذا الجزء من بلاد الهمامة.. وكشف المؤلف عن صفحات غير معروفة من نضالات أبناء جهته في الحرب التحريرية وقدم شهادات حية على عديد المعارك التي خاضها مقاومو الجهة... كما كانت الصفحات التي خصصها الكاتب لمساهمة أبناء الرقاب في ثورة الكرامة فيها الكثير من الحقيقة التاريخية ومن الصدق والوفاء لشخوص كانوا أبطالها من الأحياء ومن الشهداء.

شيراز بن مراد